من البيع في الشارع للقاء نيمار ولا تعرف والدتها.. حكاية اللاعبة النيجيرية زلفى عبد العزيز

في أحد أحياء نيجيريا، اختارت فتاة صغيرة ممارسة كرة القدم مع الأولاد لتجد في تلك الكرة المستديرة ملاذًا بعيدًا عن الضغوط العائلية وغياب والديها، فقد كانت الحياة في منزلها مليئة بالتحديات لكنها لم تتردد يومًا في اعلام الآخرين بأنها ستواصل شغفها باللعبة. هذا الشغف كان بمثابة الهروب من واقع مرير لم تختاره.

حكاية زلفى عبد العزيز

زلفى عبد العزيز ذات الثمانية عشر عامًا أصبحت لاعبة مميزة بنادي اتحاد بسيون للسيدات، نشأت في منزل يضم جدتها فقط، ولم تعش مع والديها، ولذلك بدأت تلعب كرة القدم مع الأولاد في حيها بإيمانها أنها لن تفكر بتطوير مهاراتها إلا في خيالها، كان الأمر عبارة عن مجرد ترفيه، لم تدرك أنها تسير نحو حلم كبير.

تحدثت زلفى في حوار خاص مع “يلا كورة”، قائلة: “عشت مع جدتي منذ صغري، لم أعرف أمي ووالدي لم يكن مقربًا منا، وعندما كبرت أخبرتني جدتي بأن لي أمًا لكنني لم أكن منزعجة لأن جدتي كانت تحبني كأم”. لم يكن أحد سواها من يدعمها لتحقيق أحلامها في كرة القدم، إلى أن عاد والدها ليضع قيودًا على طموحاتها.

لكن زلفى كافحت على الرغم من ذلك، واتجهت لبيع “جوز الكولا” في الشوارع لمساعدة جدتها ولتتمكن من ممارسة كرة القدم سرًا بعيدا عن والدها الذي لم يكن يدعم شغفها، لذا كانت هذه المهمة بمثابة منفذ لتحقيق حلمها في اللعب والاستمرار بمهاراتها، كما كانت تعمل بنشاط لتأمين احتياجاتها.

قبل سنوات واجهت زلفى مأساة فقدان الجدة التي كانت تمثل لها العالم، وأدركت أن حياتها ستصبح أصعب بعد رحيلها، حيث قالت: “كنت أعلم أن والدي لن يسمح لي باللعب، لذا كان يجب أن أختار لنفسي الطريق”. لذا اختارت زلفى العيش بمفردها، وباتت تكمل حياتها من خلال البيع واللعب، محاربة كل الصعاب.

في الصباح تبيع زلفى الحلوى في الشوارع، وفي فترة الظهيرة تتدرب، وإذا حدثت مباراة تذهب للعب ثم تعود لاستكمال عملها، كانت تجتهد دوماً في سبيل تحقيق حلمها والاستمرار في تأمين احتياجاتها المعيشية، إذ كانت هذه الروتين الذي تحتفظ فيه برسالتها ودافعها للحياة.

تعرضت زلفى للتنمر خلال مسيرتها لكنها استطاعت التغلب على العديد من الصعوبات التي واجهتها، فعلى الرغم من تنمر البعض بسبب كونها فتاة تمارس كرة القدم، إلا أنها في النهاية أثبتت أن بالإرادة والإصرار يمكن تجاوز كافة الحواجز، خاصة تلك المتعلقة بارتداء الحجاب.

قالت زلفى: “كان ارتداء الحجاب للتدريب challenge كبير، فقد كان البعض يسخر مني ويدعوني بألقاب، لكن بالصبر تمكنت من التغلب عليه”، تعتبر وفاة جدتها غالبًا ما يؤثر على حياتها، فهي المرأة الوحيدة التي لم تجعلها تشعر بفقدان والدتها.

من بيع “جوز الكولا” للقاء نيمار

في كأس العالم 2022، حصلت زلفى على فرصة للقاء النجم البرازيلي نيمار، حيث عاينت كيفية اللعب إلى جانبه، وقدمت تجربتها قائلة: “قابلت نيمار من خلال برنامج “Neymar Jr Red Bull Five A Side”، والذي كان يتطلب تقديم فيديو يظهر مواهبي في المراوغة والتسديد”. كانت تلك الفرصة بمثابة إنجاز عظيم لها.

شاركت زلفى في البرنامج من خلال فيديو تُظهر فيه مهاراتها في اللعب، وهو ما أدى بها لتكون على قمة فعاليات المسابقة، وانتهى بها المطاف في اللعب مجددًا بجانب نيمار، وتحلم زلفى بالانضمام إلى منتخب نيجيريا للسيدات والنادي الأهلي مستقبلاً.

أنهت زلفى حوارها مع “يلا كورة” برسالة ملهمة لكل اللاعبات في نيجيريا قائلة: “مهما كانت الصعوبات في حياتكم، لا تتخلوا عن حلمكم، واصلوا العمل الجاد ولن يتلاشى جهدكم أبدًا”. تعد واحدة من اللاعبات الأفريقية اللواتي يتمتعن بالعزيمة لمواجهة كافة التحديات، ولا تتراجع عن أحلامها.

© 2025 جميع الحقوق محفوظة - كورة فور لايف | kora4live.org