
تطورات تكتيكية في دوري الأبطال: يونايتد يتألق وأرسنال يفوز بلا إقناع
أداء متفوق لا يكفي للنقاط.. يونايتد يتطور تكتيكيًا وأرسنال يفوز بلا إقناع (تحليل)
لم تكن هناك الكثير من السنوات التي تلقى فيها مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز شعورًا بالتفاؤل بعد هزيمة ضمن الجولة الافتتاحية، تعرض مانشستر يونايتد لخسارة أمام أرسنال بنتيجة 1-0، هذه المباراة لم تكن افتتاحية اعتيادية، فالنتيجة المتذبذبة لأرسنال أظهرت بطء الأداء بشكل ملحوظ، وقد ألقى ذلك بظلاله على مستوى الضيوف خلال اللقاء.
كان مانشستر يونايتد الطرف الأفضل على الإطلاق، حيث استحوذ على الكرة بنسبة 61 في المئة وسدد أكثر من ضعف محاولات خصمه، ولولا الأداء الدفاعي المبهر من جابرييل ماجالهايس وويليام ساليبا لكانت الأمور قد اختلفت تمامًا، وأيضًا تصدي دافيد رايا كان له أثر كبير في نتيجة اللقاء هذه، الأمر الذي حرم يونايتد من تحقيق الفوز.
إذا حقق يونايتد الانتصار في هذه المباراة، لكانت العناوين ستتحدث عن ثورة روبن أموريم، حيث كان العرض هجوميًا ومثيرًا، لكن رغم ذلك يجب الحذر من نتيجة المباراة لأنه لا يمكن اعتبار ركلة أرسنال الثابتة بمثابة حجة لإخفاء الأداء المتميز الذي قدمه فريق أموريم خلال المباراة، فالمستوى الجيد للفريق يستحق التقدير.
أرقام المباراة تؤكد تفوق أرسنال أمام يونايتد، حيث كانت الأسلوب الجديد في تنظيم اللعب مثيرًا للإعجاب بفضل الوافدين الجدد، ومن أبرز ما قدمه اللاعبون هو تبادل التمريرات الطويلة من برونو فيرنانديز وماسون ماونت، مما أضاف تنوعًا كبيرًا في الأداء، وتمكنوا من وضع الخصم في موقف الدفاع بشكل متكرر.
كانت الاستراتيجيات المطروحة من قبل أموريم لها تأثير على أسلوب اللعب، حيث تم دمج كرة القدم القائمة على الاستحواذ مع الانطلاقات السريعة، وساهمت أداءات مبيومو وكونيا في تعزيز هذا النموذج، حيث سدد كلاهما تسع مرات، وهذا يعكس القدرة على خلق الفرص من وراء الدفاعات.
تصريحات أموريم بعد المباراة كانت تعكس رضاه عن الأداء، حيث أكد أهمية اللاعبين الذين يمكنهم إشعال الحماس في المدرجات، فيمكن القول إن إسهامات الصفقات الجديدةأسفرت عن أداء قوي للفريق، حيث تمكن يونايتد من تسديد 22 مرة على مرمى أرسنال، وهو أحد أعلى الأرقام ضده منذ سنوات، مما يعكس التحسن الملحوظ في الأداء الهجومي، رغم أن هذه الديناميكية لم تؤدِ إلى تحقيق النقاط المطلوبة، لكن هناك وعود مستقبلية لجماهير يونايتد.
ما قدمته صفقات مانشستر يونايتد في هذه المباراة يعد خطوة إيجابية نحو تعزيز الأداء، ومع اقتراب بنجامين سيسكو من الانضمام إلى التشكيل، قد يتحول هذا الأسلوب الهجومي إلى أهداف مضمونة، لكن ضمان النجاح على المدى الطويل لا يزال غير مؤكد، خاصة مع بعض الثغرات الدفاعية التي أظهرها أرسنال في هذا اللقاء.
في الجانب المقابل، أدرك مدرب أرسنال أن الفوز جاء نتيجة لحظات متقطعة، حيث وضع أرتيتا في اعتباره ضرورة التحلي بالتواضع، بسبب الأداء الذي كان بعيدًا عن المستوى المعتاد، وكان يعبر عن قلقه تجاه أخطاء فريقه التي يمكن أن تؤثر على نتائج المباريات المقبلة، خاصة في ظل غياب الفعالية الهجومية.
بالإضافة إلى ذلك، كان الأداء الفردي لفريق أرسنال متباينًا، حيث لم يتمكن فيكتور جيوكيريس من ترك بصمة على المباراة، ما أثر سلبًا على العمل الجماعي للفريق، فقد أنهي المباراة بلا تسديدات ولم يصنع أي فرصة، مما أدى إلى تراجع الأداء في المقدمة، وهذا قد يشكل تحديًا كبيرًا لأرسنال مستقبلًا.
كما أن نسبة دقة تمريرات أرسنال كانت 75% وهي نسبة ضعيفة جدًا، تعكس مشكلات في الانسيابية والفعالية خلال المباراة، ومع ذلك، فإن التعادل بين كاسيميرو وفرنانديز في منطقة الوسط كان له أثر واضح، حيث عطل من حركة أرسنال في استغلال الثغرات، وهو ما كان مفاجئاً للكثير من المتابعين.
وهكذا، يظهر أن الأداء الدفاعي ليونايتد كان له تأثير واضح، كما أن التحسن الكبير الذي أظهره في الهجوم لم يترجم إلى أهداف، بينما يحتاج أرسنال للتحسن في أداء لاعبيه الرئيسيين للظهور بصورة أفضل في المباريات المقبلة، ومع الزمن قد ينتظم إيقاع الفريق مرة أخرى.
وفي المجمل، تمثل المباراة اختبارًا للفريقين، حيث أظهر مانشستر يونايتد تطورات تكتيكية ملحوظة، بينما أرسنال بحاجة لتحسين أدائه بعد انتصاره غير المقنع، يجب أن تكون هذه المباراة نقطة انطلاق لتحسين الأداء وتفادي الأخطاء، فالفرصة ما زالت متاحة لكلا الفريقين لاستعادة مستواهما المعهود.