
أسباب وعوامل التأثير في صعوبة التئام كسور العظام.
لماذا يعاني البعض من صعوبة التئام كسور العظام؟
كتبت – ندى سامي:
تتنوع مدة شفاء كسور العظام بناءً على عوامل متعددة مثل العمر ومكان الكسر والحالة الصحية للشخص المصاب، بينما يعاني بعض الأشخاص من تأخر في شفاء الكسر بسبب عدة أسباب مؤثرة وملحوظة، حيث يبرز تأثير هذه العوامل على النتائج النهائية لعملية التئام العظام وبالتالي فإن فهم تلك الأسباب يعد خطوة مهمة نحو تعزيز فرص الشفاء السريع والكامل
يستعرض موقع “الكونسلتو” في السطور التالية بعض الأسباب المؤدية إلى تأخر التئام كسور العظام كما توضحها المصادر المتخصصة مثل “Very well health”، حيث يمكن أن تكمن هذه الأسباب في عوامل عديدة تحتاج إلى دراسة دقيقة لفهمها والعمل على علاجها بأفضل شكل ممكن
يمر جسم الإنسان بعملية معقدة للتئام الكسور حيث تتضمن ثلاث مراحل رئيسية هي الالتهاب وإنتاج العظام وإعادة تشكيل العظام، تبدأ هذه المراحل مع وقوع الإصابة مما يدلل على أهمية كل مرحلة في تحقيق الشفاء الكامل، ويجب أن نفهم كل جزء منها لتقدير كيفية تأثيرها على النتائج النهائية لعملية التئام العظام
تبدأ مرحلة الالتهاب فور حدوث الكسر وتستمر لعدة أيام، خلال هذه المرحلة يحدث نزيف في المنطقة المصابة مما يؤدي إلى التهاب وتجلط الدم في موقع الكسر، هذه المرحلة تهيئ البيئة المناسبة لبداية عمليات الشفاء الأخرى، وبالتالي تساهم في تحقيق توازن في عملية التئام العظام
بعد ذلك تبدأ مرحلة إنتاج العظام حيث يتم استبدال الدم المتخثر بأنسجة ليفية وغضاريف تُعرف بالكالس الناعم، مع تقدم عملية الشفاء يتم تحويل هذا الكالس الناعم إلى عظم صلب يظهر في الأشعة السينية بعد عدة أسابيع، وهذه العملية تعكس الطريقة الطبيعية التي يستعيد بها الجسم قدراته بعد الإصابات
المرحلة الأخيرة التي تسمى إعادة تشكيل العظام قد تستمر لعدة أشهر، على الرغم من ظهور العظام الصلبة إلا أن إعادة البناء تتطلب وقتًا لإعادة تنظيم العظام لتصبح مضغوطة وتعود إلى شكلها الأصلي، مع تحسن الدورة الدموية في المنطقة فإن الوقوف أو المشي يمكن أن يعزز من هذه العملية بصورة فعالة
كم من الوقت يستغرق شفاء العظام؟
بشكل عام يحتاج العظم من ستة إلى 12 أسبوعًا للشفاء بشكل ملحوظ، بينما تلتئم عظام الأطفال بشكل أسرع من تلك الخاصة بالبالغين، يتحكم جراح الأقدام والكاحل في متى يمكن للمريض البدء في تحمل الوزن على المنطقة المصابة، وهذا يعتمد على شدته وموقعه ونوع الإجراءات الطبية المتبعة
ما الذي يساعد في تعزيز التئام العظام؟
هناك خطوات عديدة يمكن اتخاذها قبل وبعد الجراحة لتعزيز عملية الشفاء، قد يقدم الجراح نصائح حول النظام الغذائي والمكملات الغذائية اللازمة لزيادة صحة العظام، من المهم أيضًا الحد من التدخين وضبط مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري حيث إن كلا العاملين يؤثران سلبًا على عملية الشفاء
عند ملائمة هذه العوامل وعلاجها بشكل جيد لعب برنامج العلاج الطبيعي أيضًا دورًا كبيرًا في إعادة التأهيل، يساعد هذا على استعادة القوة والتوازن للقدرة على العودة للحياة الطبيعية والأنشطة اليومية بطريقة سلسة بما يسهم في سرعة الشفاء الشامل
ما الذي يمكن أن يعيق التئام العظام؟
تتعدد الأسباب التي قد تؤخر عملية الشفاء، ومنها تحمّل الأثقال في وقت مبكر، كما أن التدخين يؤثر بشكل كبير على الدورة الدموية مما يعيق الشفاء، علاوة على ذلك يمكن أن تكون هناك حالات صحية مثل السكري أو مشاكل الغدد أو الأمراض الأوعية الدموية
بجانب ذلك تلعب بعض الأدوية مثل مثبطات المناعة دوراً سلبياً، بالإضافة إلى الكسور المعقدة أو تلك الملوثة، وأيضًا التقدم في السن يمكن أن يسبب تأخر التعافي، سوء التغذية أو تدني مستويات الكالسيوم وفيتامين د يؤديان إلى ضعف عملية الشفاء
كيف يمكن إسراع عملية التئام كسور العظام؟
في حالة عدم التئام العظم كما هو متوقع يمكن التفكير في خيارات علاج متعددة لتعزيز نمو العظام، مثل تحسين التثبيت لفترة أطول أو تحفيز عملية النمو باستخدام ترقيع العظام أو بروتينات نمو العظام، تعد هذه الخيارات مفيدة لتسريع عملية الشفاء وتجاوز أي عقبات تواجه المريض في طريق العودة للطبيعة