
على خطى بالمر: تداعيات رحيل جيمس ماكاتي على مانشستر سيتي وجوارديولا
على خطى بالمر.. هل يندم مانشستر سيتي وجوارديولا على رحيل جيمس ماكاتي؟
سمح مانشستر سيتي لجيمس ماكاتي بمغادرة النادي هذا الصيف لينتقل إلى صفوف نوتينجهام فورست بعقد يمتد لخمس سنوات قادمة، حيث يعد هذا القرار مفاجئًا للكثير من عشاق السيتي فالأضواء كانت مسلطة على تطوره كلاعب شاب واعد، ورغم تألقه إلا أن الإصابات وعدم مشاركته بانتظام جعلت ناديه يفكر بإعطائه الفرصة في مكان آخر، ومع دخوله في زمن جديد قد يندم السيتي على هذا القرار مدى الحياة.
اللاعب الذي يبلغ من العمر 22 عامًا يملك سجلًا مشابهًا لكول بالمر الذي انتقل بنجاح لصفوف تشيلسي، حيث يتمتع ماكاتي بقدرات هجومية مميزة مما يثير التساؤلات حول مدى احتياج مانشستر سيتي للاعبين مثله، ولعل الخسارة تأتي بصورة أكثر وضوحًا عندما يدرك جوارديولا مدى صعوبة تعويض كيفن دي بروين المصاب، فهل كانت تلك الصفقة حتمية أم أنها كانت قرارًا خاطئًا؟
نوتينجهام فورست قد أعلن رسميًا عن صفقة جيمس ماكاتي، وتحمل صفقة انضمامه رسومًا تصل لنحو 30 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ مرتفع بالنسبة للاعب لم يستطع بشكل كافٍ الحصول على مكان له في تشكيل النادي الأول، رغم علو كعبه بفضل موهبته الكبيرة، مما يضع الإدارة تحت المجهر حول كيفية إدارة المواهب في صفوفهم.
وعد جوارديولا كان واضحًا عند مشاركته ماكاتي أساسيًا في مباراة الدرع الخيرية حيث قال إن المدرب يشعر بالحاجة إليه، لكن الأمور تغيرت سريعًا خلال عام فقط، حيث لا يعد ماكاتي ضمن خطط السيتي، بل أظهر جوارديولا أنه يفضل استقطاب لاعبين بدلاً من الاعتماد على مواهب الأكاديمية رغم قيمتها العالية.
اللاعب ماكاتي كخريج أكاديمية النادي لم يجد حظوظه في إطار خطط جوارديولا، لذا انتقل لنوتينجهام فورست وترك الساحة للمزيد من التعاقدات المميزة، بل تعاقد السيتي مع عدة لاعبين بمراكز مشابهة مما زاد من الضغط على ماكاتي الذي لطالما حاز على تقييمات إيجابية من المدربين الذين أشرفوا على تدريبه، ومع ذلك لم يتمكن من الدخول في حسابات المدرب، مما يعكس التحديات التي تواجه موهوبين في ظل المنافسة الشرسة.
مانشستر سيتي ينفق مبالغ ضخمة للتعاقد مع لاعبين موهوبين مثل تيجاني رايندرز وريان شرقي وجاء ذلك عقب رحيل ماكاتي، ولابد من فهم أن اللاعبين الشباب في السيتي يعانون من قلة الفرص بسبب النظام الموجود، رغم الجهود التي اتخذتهم الأكاديمية لإثبات أنهم قادرون على الإبداع والنجاح في الدوري الإنجليزي، لكن الظروف تمنعهم من الظهور.
رغم وجود أنظمة ممتازة لتطوير اللاعبين إلا أن التوقعات من نادي مثل مانشستر سيتي تمثل ضغطًا كبيرًا على الشباب مما يجعل الأمور صعبة، فقد لا يتمكن اللاعبون مثل ماكاتي من إثبات جدارتهم، لهذا يفرغ النادي الكثير من المال على النجوم المحترفين بينما يُرجح أن جهود الأكاديمية قد لا تؤتي ثمارها بسهولة، وهذا هو التحدي الحقيقي في مسألة بناء فريق مستدام.
الأمر نفسه ينطبق على اللاعبين الذين رحلوا عن السيتي مثل مورجان روجرز، والذي انتقل إلى ميدلسبره ثم أستون فيلا وسجل أهدافًا في مرمى فريقه السابق، وبهذا لا تظهر مسيرة ماكاتي كحالة استثنائية بل تطرح أسئلة أعمق حول كيفية اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل الشباب في الأندية الكبرى، والتركيز على إيجاد التوازن بين تطوير اللاعبين والتوقيع مع الأسماء البارزة.
بالنظر إلى طموحات النادي في ظل وجود جوارديولا والتعاقدات الكبيرة، ينبغي أن تُبذل جهود لدعم اللاعبين المشاركين من الأكاديمية، فكلما استمر الشاب في ظل صعوبة المنافسة، قد تفقد الأندية الفائدة الكبيرة التي يمكن تحصيلها من تطوير هؤلاء اللاعبين، لذا تبقى الأعوام المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كان جيمس ماكاتي واحدًا من هؤلاء الذين سيحققون نجاحًا ملحوظًا في مسيرتهم الجديدة.
قد تكون هناك فوائد كبيرة لامتلاك أكاديمية قوية ولكن التحدي يبقى في منح اللاعبين الشبان الثقة الكافية للاندماج مع الفريق الأول، لذا فإن كلك من الأكاديمية والسيتي، أمامهم تحديات تتطلب مشتركة، وإلى أن تتضح ملامح النجاح، يبقى التساؤل حول هل كانوا جاهزين للانتقال بشكل مبكر، ماذا يمكن للنادي أن يقدم لحماية مكاسبهم على المدى الطويل، الزمن وحده كفيل بإظهار النتائج.